العميد عضو محترف
عدد الرسائل : 51 العمر : 41 المهنة : الهواية : وسام : تاريخ التسجيل : 01/03/2009
| موضوع: كيف تربي اطفالك الأربعاء 18 مارس - 20:58 | |
| كيف تربي أبناءك ؟
الدكتور حسان شمسي باشا
يزعم بعض الآباء أن التربية تكون بإظهار العنف والقسوة والعبوس . فيرى الأب مقطب الجبين في منزله كأنه آلة للانتقام أو مثال للإرهاب . فيتجنبه الأولاد ، ويتوارى كل منهم في زاوية ، خوفا منه ورهبة من غضبه لا احتراما أو حياء منه ..
يقول ابن خلدون في مقدمته : " من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو الخدم ، غلب عليه القهر وضاقت نفسه ، وحمل على الكذب والخبث ، خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه " .
وكثيرا ما تتعب الأم في تأنيب أبنائها الذين لا يستمعون لأوامرها ، ويستمرون في مشاحناتهم ، حتى إذا فقدت صبرها ثارت عليهم وتوعدتهم " انتظروا حتى يعود أبوكم من عمله فيؤدبكم " . ويعود الأب في المساء مرهقا ، مثقلا بهموم عمله ،و هو في أشد الحاجة إلى السكينة والراحة في بيته ، وتواجهه زوجته بمشاكل أبنائه : " إني عاجزة عن تربية أبنائي ، فلا بد أن تفعل شيئا ؟ "
وينهال الأب على الطفل ضربا ، فيهرب إلى سريره وينام باكيا ، وما تلبث الكوابيس أن تداهمه فيستيقظ صارخا ، وتضرب الأم كفا بكف لا تدري ما تفعل ، وتبدأ المشاحنات والاتهامات بين الأبوين ، وكل منهما يعلن أنه غير صالح لتربية أبنائه ، ويغرق الأبوان في ندم شديد ، ويأخذ لوم النفس على عقاب الابن طابع المأساة ، وهكذا تنتقل إلى الطفل رحلات الندم والقلق بين الأبوين ، فيشعر أنه كائن مزعج فيتمادى في الإزعاج .
والحقيقة أن مسؤولية التربية تقع على الأبوين معا ، ولا ينبغي أن تعتمد الأم على الأب في تهديد ولدها وعقابه ، فيصبح الأب في نظر ابنه كالشرطي للمجرم ، لا صلة بينهما إلى عند الاختلاف في الرغبات .
ولا نغفل ضرر الاختلاف الذي يحدث بين الأب والأم في البيت من أجل الطفل ، فإن ذلك يضعف نفوذهما ، ويستثمره الولد لمصلحته فيتمادى في غيه ، بل يجب أن يعلم أن سلطة أبويه هي سلطة واحدة .
ولعل أسوأ ما يؤثر في نفس الطفل الخلاف بين الأبوين على مسمع منه ، مما يسبب له لقلق والاضطراب . والأدهى من ذلك أن يغرس كل من الأبوين في نفس الصغار كراهية الآخر ، فتصبح الأسرة وكأنها أحزاب متعارضة متصارعة .
والحقيقة أن الصراخ والضرب لن يفيدا بقدر ما يفيد التأنيب السريع . وبخهم دقيقة واحدة
ويأتي المربون بأساليب وحلول في التوبيخ والمديح ، ولعل أسلوب " الدقيقة الواحدة " من أنجح تلك الأساليب ، يقول الدكتور " سبنسر جونسون " ، أحد رواد هذا الأسلوب ، في كتابه " أب الدقيقة الواحدة " : " أٍسلوب الدقيقة الواحدة أسلوب حديث ، ربما تشعر في بداية تطبيقه بأنه أسلوب غريب ، ولكنك سترتاح بعد ذلك وتمارسه بشكل طبيعي " .
أخبر أبناءك أولا بأنك لا تريد أن تحكمهم أو يحكموك ، ولا تريد أن تكون دكتاتورا في البيت . أخبر أبناءك أنك ستتبع هذا الأسلوب معهم ، وأنه ستكون هناك بداية جديدة لطريق التأديب ، دع أبناءك يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ ، ولكن بالرضا عن أنفسهم .
إذا ارتكب ابنك خطأ ما انظر في عينيه مباشرة ، وأعد عليه ما فعله باختصار دون أن يأخذ من وقتك إلا ثوان معدودات ، أشعره بعدها أنك غاضب من فعله ودعه يشعر بما تحس به في النصف الأول من الدقيقة ، فلا يكفي أن يتلقى الابن أو الابنة التأنيب ، ولكن المهم جدا أن يشعروا بهذا التأنيب ، دعه يشعر بأنه لا يحب ما فعل ، وقد يرافق ذلك إحساس بالانزعاج منك ، فما من أحد يريد أن يؤنب أو يوبخ ، خذ نفسا عميقا بعد ذلك ، واشعر بالهدوء النفسي ، ثم انظر إلى وجهه في نصف الدقيقة الثني ، بطريقة تجعله يشعر أنك إلى جانبه ولست ضده ، وأنك تحبه ولكنك لا تحب سلوكه فقط ، أخبره أنه ولد طيب ، وأنك راض عنه ، ولكنك لست راض عن سلوكه ، وأنك ما أنبته إلا لأنك تحبه . ضم ابنك إلى صدرك بقوة حتى تشعره بأن التأنيب قد انتهى ، سيشعر أبناؤك بعد حين ، أولا أن تصرفاتهم السيئة لن تمر دون محاسبة ، وثانيا أنهم أبناء طيبون ، وثالثا أنهم محبوبون من قبل أبويهم .
فلا يكفي أن يكون الطفل محبوبا ، بل ينبغي أن يشعر الأبناء بأنهم أناس طيبون ، وأن الابن مازال محبوبا ، ولكن الأم أو الأب لا يحب ذلك التصرف الخاطئ بذاته .
وهكذا يشعر الأطفال أن عليهم أن يكونوا صادقين مع آبائهم ، يأتون إليهم يعبرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم ، يشعرون بالغضب من أنفسهم عندما يسيئون التصرف ، ثم يعبرون عن حبهم لأبويهم . والحقيقة أن الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – قد تنبه إلى هذا الأسلوب قبل ذلك بقرون عديدة ، فقال في معالجة خطأ الطفل : " ينبغي أن يعاتب الولد سرا ، ويعظم الأمر فيه ، ويقال له : إياك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا ، ولا تكثر القول عليه بالعتاب في كل حين ، فإنه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح ، ويسقط وقع الكلام من قلبه " . وامدحهم في دقيقة
أخبر أبناءك أنك ستمدحهم عندما يحسنون التصرف ، انتبه إليهم عندما يتصرفون بشكل جيد ، وأخبرهم – في نصف الدقيقة الأولى – بما فعلوه ، وأن هذا الأمر قد جعلك سعيدا. توقف بعدها عن الكلام لثوان معدودات ، فصمتك يشعرهم بالرضا عن أنفسهم، ثم أخبرهم أنك تحبهم ، واختم مديحك بالاحتضان أو بلمسة حانية على الرأس . كل ذلك لن يأخذ منك أكثر من دقيقة واحدة ، ولكن شعورهم بالرضا عن أنفسهم سيواكبهم طيلة حياتهم ، وربما كان مديح الدقيقة الواحدة أجمل هدية يقدما الأبوان للأبناء ، وينبغي أن نفكر دوما في مكافأة الطفل على إحسانه القيام بعمل ما . فهذا صلاح الدين الأيوبي ، وهو في خضم المعركة ، يتجول في المعسكر فيمر على صغير بين يدي أبيه يقرأ القرآن ، فاستحسن قراءته ، فلم تشغله المعارك عن مكافأة ذلك الطفل ، فقربه إليه ، وجعل له حظا من خاص طعامه ، ووقف عليه وعلى أبيه جزءا من مزرعته
يقول الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – في " الإحياء " : " ثم مهما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود ، فينبغي أن يكرم ويجازى عليه ، بما يفرح به ويمدح بين أظهر الناس ". وقراءة الأهداف في دقيقة
إن رغبة الأطفال في تحسين سلوكهم تتولد من رضاهم عن أنفسهم ، وحين يشعر الطفل بذلك الرضا يزداد رغبة في تطوير نفسه وتهذيب سلوكه .
وما من أحد منا إلا ويريد أن يكون أبناؤه أقوياء ، واثقين بالله وبأنفسهم ، قادرين على تحقيق غاياتهم . ولكن هل حقا نشارك أبناءنا في التخطيط لتطوير أنفسهم ؟ اطلب منهم أن يسجلوا معايبهم التي تحتاج إلى تهذيب وتطوير في حياتهم الجديدة ، فهذا يحسن من سلوكه مع إخوته ، وذاك يخفض من صوته أثناء الكلام ، وثالث يقلع عن عادة من العادات الذميمة . ويضع كل واحد من الأبناء أهدافه على ورقة صغيرة ، ويتعاهد الجميع على تنفيذ تلك الأهداف ، وتجتمع العائلة في نهاية الأسبوع ، يستعرض كل فرد منها أهدافه ، ويقابل سلوكه الحالي بأهدافه ، ليرى ما إذا كان قد استطاع تطوير نفسه ، ولا تستغرق قراءة تلك الأهداف أكثر من دقيقة واحدة ، ويشعر الطفل أن أمامه مسؤولية تحقيق تلك الأهداف التي حددها لنفسه ، وتعهد بها أمام عائلته . مثلما نفكر نكون
ومن المعروف أن للعقل جانبين : العقل الواعي ، والعقل الباطن . والعقل الأكثر تأثيرا في الإنسان هو العقل الباطن ، فهو يسجل كل شيء يراه ويسمعه الإنسان ، ولا يستطيع العقل الباطن عادة غربلة الأشياء التي يسجلها ، وقد تصبح تلك الأشياء – في الغالب – جزءا منه .
والطفل يميل إلى تصديق كل ما يسمعه ، حتى لو اعتقد أن ذلك ربما يكون خاطئا ، ولهذا فالأطفال يصدقون أنهم سيئون عندما يردد آباؤهم عليهم هذه الصفة ، فيترسب في عقلهم الباطن ، ومع الأيام يعتقدون فعلا أنهم سيئون ، وعندما يصدق الإنسان أنه حقا يتصف بتلك الصفة ، يتخذها سلوكا له ، وكأنها حقيقة واقعة ، فسترى أنهم يتخذون القرارات الخاطئة ، ويتطلب الأمر منك دوما إرشادهم ليسيروا بطريقة صحيحة .
وعندما يصدق طفلك أن حسن الأخلاق ، ويتكرر ذلك منك مرارا ، فإن عقله الباطن سيمتص تلك الفكرة ، وسيتخذها الطفل سلوكا له ، وعلى الآباء أن يتعلموا الإصغاء إلى أبنائهم كي يتعلم الأبناء كيف يصغون لآبائهم . وأفضل خدمة تقدمها لأبنائك هي تغذية عقولهم بأفكار عن أنفسهم ، لأن ذلك سيساعدهم على الشعور بالرضا عنها ، والرغبة في تحسين سلوكهم .
وحتى لو أخطأت أنت ، فلا تحاول إخفاء الخطأ أمام أبنائك ، بل يزيدهم اعترافك بالخطأ إكبارا لك وتعظيما ، وسيحفزهم ذلك على أن يفعلوا الشيء نفسه معك إن كانوا هم الخاطئين .
دع أطفالك يشعرون من خلاق معاملتك معهم أنك سعيد بهم كما هم ، وينبغي أن تكون المعاملة ثابتة على مبادئ معينة ، فلا تمدح اليوم ابنك على شيء عاتبته بالأمس على فعله ، ولا تزجره إن فعل شيئا شجعته على القيام به من قبل ، ولا ترتكب أبدا ما تنهي طفلك عنه .
وأخيرا على الآباء والأمهات أن يتواضعوا احتراما أمام عظمة الطفل ، وأن يفهموا أن كلمة " الطفل " لفظة مرادفة لكلمة " الملك " ، وأن يشعروا أن من ينام بين ذراعيهم هو " المستقبل " بنفسه ، وأن من يلعب الآن بين أقدامهم مستغرقا في اللهو هو " التاريخ " بعينه .
| |
|
صدام مجلي المدير العام
عدد الرسائل : 84 العمر : 41 المهنة : الهواية : وسام : تاريخ التسجيل : 15/02/2009
| موضوع: رد: كيف تربي اطفالك الإثنين 23 مارس - 1:37 | |
| وأخيرا على الآباء والأمهات أن يتواضعوا احتراما أمام عظمة الطفل ، وأن يفهموا أن كلمة " الطفل " لفظة مرادفة لكلمة " الملك " ، وأن يشعروا أن من ينام بين ذراعيهم هو " المستقبل " بنفسه ، وأن من يلعب الآن بين أقدامهم مستغرقا في اللهو هو " التاريخ " بعينه .
لو فقط عرفنا وتمعنا في هذا السطر لعاملنا أولادنا وأهتممنا بهم أكثر من أنفسنا وسخرنا أوقاتنا في تعليمهم ورعايتهم ولكنا لا ندرك حقيقة أطفالنا ونهملهم ونتساهل في تصرفاتهم ولا نعلم أنها ستنغرس في نفوسهم حتى مماتهم وتصبح عادة لهم جزاك الله أخي العميد على موضوعك المميز وسأنقل هذا الموضوع إلى المواضيع المميزة | |
|
صقر اليمن عضو فعال
عدد الرسائل : 46 العمر : 44 المهنة : كيف تعرفت علينا : سمعت عنه تاريخ التسجيل : 22/02/2009
| موضوع: رد: كيف تربي اطفالك الثلاثاء 24 مارس - 20:02 | |
| الأطفال نعمة كبيرة ويجب المحافظة عليها وتربيتهم تربية صالحة | |
|
العميد عضو محترف
عدد الرسائل : 51 العمر : 41 المهنة : الهواية : وسام : تاريخ التسجيل : 01/03/2009
| موضوع: رد: كيف تربي اطفالك الخميس 26 مارس - 21:31 | |
| | |
|